القاهرة 27 يوليو 2014 الساعة 03:23 م
كانت آخر من تزوج الرسول، وعرفت بالعبادة واشتهرت بالزهد، قالت عنها أم المؤمنين السيدة عائشة -رضى اللَّهعنها-: "إنها كانت من أتقانا للَّه وأوصلنا للرحم" [الحاكم وابن سعد
جاهدت في سبيل اللَّه واشتركت في معركة تبوك تنقل إلىالمجاهدين الماء والزاد، وتسعف الجرحى، وتداوى المرضي، وتضمد جراحهم، وقد أصابها يومئذٍسهم من سهام الكفار، لكن عناية اللَّه حفظتها
إنها أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية،إحدى الأخوات الأربع اللائى سماهن نبى اللَّه ( الأخوات المؤمنات، وهن: أم الفضل زوجالعباس عم النبي ، وأسماء بنت عُمَيْس زوج جعفر بن أبى طالب، وسَـلْمَى بنت عُميس زوجحمزة بن عبد المطلب عم النبي وميمونة بنت الحارث زوج النبي
وكانت أمهنهند بنت عوف أكرم عجوز في الأرض أصهارًا، فقد تزوج النبي ابنتيها: زينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث
وقد تزوجت السيدة ميمونة-رضى الله عنها- مرتين قبل زواجها بالنبى ، فقد تزوجها مسعود بن عمرو بن عمر الثقفي،فلما توفى تزوجها أبو رهم بن عبد العزى بن أبى قيس، ولما توفى كانت زوجًا لرسول الله
وكانت السيدة ميمونة-رضى الله عنها- تعرف باسم "بَرَّة" فسماها النبي ( ميمونة، لأنه تزوجهافي يوم مبارك -يوم عمرة القضـاء-، وكان عـمرها حينــئـذ ستّـا وعشرين سنـة. [الحاكموابن سعد
وكانت -رضى الله عنها-مؤمنة تحب الله ورسوله، وتتمنى أن تنال شرف الزواج برسول الله ، وتكون أمَّا للمؤمنين
وفى السنة السابعة للهجرة-وبعد صلح الحديبية- كانت عمرة القضاء، فقد جاء النبي ومعه المسلمون لأداء العمرة فيالعام السابق فمنعهم المشركون، فوقَّعوا صلحًا، على أن يعودوا لأداء العمرة في العامالمقبل، وأن تكون مدة العمرة ثلاثة أيام، ولما جاءوا لأداء العمرة -فى السنة السابعةمن الهجرة المباركة- أخذت ميمونة تحدث شقيقتها أم الفضل -رضى الله عنها- عن أمنيتهافي أن تكون زوجًا للنبى وأمَّا للمؤمنين، فاستبشرت أم الفضل خيرًا وحدّثت زوجها العباسعم النبي بذلك ،فذكرها العباسُ للنبى (، فوافقعلى زواجه منها، فكان ذلك إعزازًا وتقديرًا وشرفًا لها، وتعويضًا لها عن فقد عائلها،فأصدقها النبي ( أربعمائة درهم، وكان قد بعث ابن عمه جعفرًا -زوج أختها أسماء- يخطبها،فلما جاءها الخاطب بالبشرى - وكانت على بعير- قالت: البعير وماعليه لرسول اللَّه، وجعلتالعباس وليها في أمر الزواج.
وفى رواية أن ميمونةهي التي وهبت نفسها لرسول اللَّه ( فأنزل اللَّه تعالي: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِنوَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةًلَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)[الأحزاب: 50].
ولما قاربت مدة العمرةالتي اتفقوا عليها -الأيام الثلاثة- طلب النبي ( من مشركى مكة أن يمهلوه وقتًا حتىيتم الزواج بميمونة، فقال لهم: "ما عليكم لو تركتمونى فأعرست بين أظهركم، وصنعنالكم طعامًا فحضرتموه" [ابن سعد وابن عبد البر]. فرفضوا، ومع إيمان الرسول بنصر اللَّه إلا أنه أبى إلا أن يفى بوعده معهم،وخرج حتى اقترب من مكان يسمى سَرف يبعد عنمكة بعشرة أميال، فأتمّ زواجه من ميمونة، وكان ذلك في شهر ذى القعدة سنة سبع من الهجرة
عاشت ميمونة -بعد ذلك-مع النبي تحيا بين جنبات القرآن، وروت -رضىاللَّه عنها- ثلاثة عشر حديثًا
ولما حانت منيتها فيعام الحرة سنة ثلاث وستين، وكانت بمكة، وليس عندها أحد من بنى أخيها، قالت: أخرجونىمن مكة، فإنى لا أموت بها، إن رسول اللَّه أَخْبَرَنى أنى لا أموت بمكة فحملوها حتى أتوا بها (سرف) - عند الشجرة التيبنى بها رسول اللَّه فتوفيت هناك، وعمرها حينئذ 81 سنة، وحضر جنازتها ابن عباس -رضىاللَّه عنهما- وغيره من الصحابة