القاهرة 27 يوليو 2014 الساعة 03:22 م
نشأت في حجر أبي بكرالصديق رضي الله عنه، واقتبست من أخلاقه الكريمة، ومن خصاله الحسان، ومن فصاحته، مارفعها مكانًا عليًّا, وكانت تقول عن نفسها:أنا ابنة الخطيب النقيب الشهيد
جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الليثي ، روت عنأبيها, وروى عنها ثابت بن عُبيد الأنصاري: أن أباها وعمها قُتلا يوم أحد، فدُفنا فيقبر واحد، وتزوجها زيد بن ثابت، فولدت له خارجة ويحيى وإسماعيل وسليمان. وكانت تكنّىأم سعد
في شأن هذه الصحابيةوأختها وأمها عمرة أنزل الله عز وجل قراءنًا ودستورًا للناس يُتلى ويُعمل به إلى أنيرث الله الأرض ومن عليها, وينص هذا الدستور القرءاني على إبطال عادة جاهلية مقيتة،كانت تهضم حقوق المرأة، ولا تعترف بمكانتها، فجاء نصّ القرءان الكريم، على لسان النبيالعظيم صلى الله عليه وسلم فوضع المرأة المؤمنة في المكانة التي تستحقها، وأعطاها حقوقهاالمهدورة. وجاءت الشريعة المحمدية فأبطلت هذا الظلم، واختصت النساء زوجات وأمهات وبناتوغيرهن من الوارثات بنصيب من تركة الرجل الميت، وهذا ما سمي بالفرائض أي المواري
منّ الله على أم سعد– جميلة - بالخير العميم حين يسّر لها الزواج من الإمام الكبير، وشيخ المقرئين وأعلمالصحابة بالمواريث وهو من كتبة الوحي، وأحد الأذكياء النجباء من صحابة النبي الأكرمصلى الله عليه وسلم سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وأرضاه. وقد تأثرتجميلة بنت سعد بن الربيع به، واقتبست من علمه وفقهه شيئًا كثيرًا، وهذا جعلها في الصفالأول أي في مقدمة العالمات الفقيهات من نساء الأنصار رضي الله عنهن
وكانت ثمرات هذا الزواجالميمون، أن ولدت جميلة لزيد عددًا من الأبناء النجباء الذين رصعوا صفحات التاريخ الإسلاميالمجيد بعلمهم الغزير المعطاء. وعلمهم بتقوى الله. قال الإمام النووي رضي الله عنهفي "تهذيب الأسماء واللغات": ومن أشهر أولادها: خارجة بن زيد بن ثابت المدنيالتابعي... كان إمامًا جليلاً، بارعًا في العلوم، واتفقوا على توثيقه، وفضله، وهو أحدفقهاء المدينة السبعة
حفظت القرءان وروت عنالنبي صلى الله عليه وسلم, سمعت أم سعد القرءان الكريم، فشغفت بألفاظه ومعانيه فراحتتنهل من ءاياته حتى أتقنت حفظه، وعرفت أسباب النزول، وصارت مقصدًا ومرجعًا في هذا المضمار،ومما يشير إلى فهمها العميق بمعاني الآيات ما رواه داود بن الحصين قال: كنت أقرأ علىأم سعد بنت سعد بن الربيع مع ابن ابنها موسى بن سعد، فقرأت عليها "والذين عاقدتإيمانكم"... فقالت: لا... ولكن {والذين عقدت إيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كانعلى كل شئ شهيدًا} سورة النساء/33
ذكر ابن الأثير في"أسد الغابة" أن أم سعد ادركت النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه، وروى عنهاثابت بن عبيد الأنصاري أن أباها وعمها قتلا يوم أحد فدفنا في قبر واحد, ولأم سعد مروياتهامة عن أحداث السيرة النبوية في المرحلة المكية
عاشت أم سعد مع زوجهازيد بن ثابت رضي الله عنهما، حياة عبادة وجد واجتهاد إلى توفاهم الله عز وجل. فقد توفيزيد سنة خمسة وأربعين هجرية وأما زوجه أم سعد فلا توجد وثائق أكيدة تشير إلى تاريخوفاتها، ولكن أخبارها تدل على أنها عاشت زمنًا بعد وفاة زوجها رضي الله عنها. وبعد...فهذه سيرة عطرة لصحابية جليلة اكرمها الله تعالى، فحفظت القرءان، وأضحت زوجة لصحابيكريم، وأمًا عظيمة ربت أبناءها بما يرضي الله تبارك وتعالى، ويكفيها فخرًا أنها أنجبتوربت أحد أعلام فقهاء المدينة خارجة بن زيد فرضي الله عن أم سعدوأسكنها فسيح جناته