القاهرة 27 يوليو 2014 الساعة 02:53 م
إعداد/ شيماء عبد الفتاح بسيونى
تشهد مصر اليوم مرور 58 عاما على تأميم قناة السويس أعظم وأجرأ قرار أتخذهزعيم الأمة
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعودة قناة السويس مرة أخرى للسيادة المصريةليمنح
كافة شعوب القارة الأفريقية روحا تحررية ضد قوى الاستعمار الفرنسى ? البريطانى
التى لم تستطع أن تكسر شوكة مصر.
و تعد قناة السويس هى حلقة الوصل الرئيسية بين بلدان العالم كله , فهىهمزة الوصل
بين الشرق والغرب فهى أهم مجرى ملاحى فى العالم حيث تتحكم فى 40% من حركةالسفن والحاويات
فى العالم بالأضافة إلى أنها تربط بين دول جنوب شرق آسيا وأوروبا والامريكيتين
لأنها شريانا حيويا وهاما, وهى أهم طريق مائى تسلكه حركة البترول بينمصادر
الأنتاج و أسواق الاستهلاك بصفة خاصة حيث يتميز بتوفير فى الزمن والمسافةوالتكلفة
مقارنه بغيره من الطرق البحرية الأخرى , فضلا عن أن قناة السويس كطريقبحرى تمتاز
بتوافر محطات لتموين الوقود ولا يمكن اخفاء الفائدة التى تترتب على ذلكللبواخر
التى تتحرك عليه.
كل هذه المزايا خلقت لقناة السويس مجالا تجاريا واقتصاديا يفوق المساحاتوالمسافات
المجردة مما يجعلها عالمية ومهمة , فالأهمية الأقتصادية لقناة السويسبالنسبة للاقتصاد
العالمى بصفة عامة وبالنسبة لأوروبا بصفة خاصة فقد كانت القارة الأوروبية
أكثر المناطق التى تأثرت أقتصاديا من إغلاق هذا الممر الحيوى الواصل بينالمحيط الهندى
والبحر المتوسط حيث تأثرت من جراء رفع أسعار شحن البترول المصدر من منمنطقة
الشرق الأوسط نتيجة لاضطرار السفن للدوران حول القارة الأفريقية للوصوللأوروبا
وتأثرت مرة ثانية جراء زيادة أسعار بترول الخليج العربى الذى صاحبته ايضازيادة
فى اسعار البترول من شمال أفريقيا.
وهذا ما جعل لها الأثر الكبير في التأثير علي اقتصاديات الدول, بالإضافةإلي كونها
ممرا للقوافل العسكرية التي تمر من البحر الأحمر متجهة إلي حوض البحرالمتوسط مثل
الأسطول الروسي الرابض في ميناء طرطوس السوري وسفن البحرية الأمريكيةالتي تصول
وتجول في مياه الخليج العربى,هذا الأمر جعل قناة السويس تعتبر بوابة لساحةصراع
علي النفوذ بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط .
فقد استغرق حفر القناة 10 سنوات كاملة حيث بدأ فى أبريل 1859 وأنتهى فىنوفمبر 1869
بطول 193 كيلو مترا وأصبحت جزءا من جغرافيا العالم تضخ خيرا بفضل الاجدادالذين
حفروها بعرقهم ودمهم وضحوا ب 431 ألف شهيد ماتوا جوعا وعطشا وحصدتهم الاوبئهعلى
شط القناة ولكن هذا الخير كان للمحتل البريطانى والفرنسى حتى أتى الزعيمجمال عبد
الناصر بتأميمها فى 26 يوليو 1956 ليكون دخلها للمصريين فقط , وكان هذاالقرار
بسبب رفض البنك الدولى تمويل مشروع السد العالى , وعام بعد الآخر نجحتمصر في إدارة
قناة السويس وبكفاءة بالغة وطورت مجرى القناة في مشروعات متتالية للتطويروالتعميق
والتوسعة بتكلفة بلغت 40 مليون جنيه حتى عام 1961 وصلت معها غاطس القناةإلى
37 قدما, واستمرت مراحل التطوير عقب انتصارات أكتوبر المجيدة ورفعت كمياتمن الرمال
من قاع القناة وسطح الأرض بلغت 650 مليون متر مكعب, ولم تقف مراحل التطويروالتعميق
طيلة تلك السنوات وحتى الآن لتصل بغاطس القناة الآن إلى عمق 62 قدما.
وترجع بداية محاولات لإقامة قنوات حفرت ثم ردمت, ولم يكتب لها البقاء;ففي البداية
كانت قناة الملك سنوسرت الثالث عام 1887 قبل الميلاد ثم قام الفرس عقبقرون من إهمال
تلك القناة وردمها بواسطة ملكهم (دار الأول) بإعادة توصيل النيل بالبحيراتالمرة
وربطها بالبحر الأحمر بواسطة قنوات صغيرة ثم حفرها ملك الرومان (ترجانالأول)
وأنشأ فرعا جديدا للنيل يبدأ من بابليون (القاهرة حاليا) لينتهي بالعباسة(الإسماعيلية
حاليا) وذلك عام 100 قبل الميلاد.
وفى عهد الخديوي محمد سعيد باشا, وقع على شروط مجحفة تتحملها مصر لحفرالقناة بجانب
تحمل أغلب التكاليف, ومن بين تلك الشروط المجحفة تحمل الحكومة المصريةلنسبة 75%
من العمالة اللازمة لحفر القناة, وتم الحصول عليها بالسخرة من القرى والنجوعبجانب
إعطاء فرديناند ديليسبس المهندس الفرنسي صديق سعيد وصاحب فكرة الحفر حقالاستغلال
لمدة 99 عاما وفقا لفرمان الامتياز الموقع عام 1854.
وتأسست بموجبه الشركة العالمية لقناة السويس في عام 1858 برأس مال200 مليون فرنك
فرنسي أي ما يوازى 7 ملايين و700 ألف جنيه مصري في ذلك الوقت بأسهم بلغعددها 400
ألف سهم من بينها 61 ألف سهم فقط نصيب الحكومة المصرية.
وفى 25 أبريل من عام 1859, بدأت أعمال الحفر للقناة من مدينة الفرما(بورسعيد) حاليا
بواسطة 20 ألف عامل مصري يتم تغيرهم شهريا.