القاهرة 24 يوليو 2014 الساعة 02:34 م
محدِّثة جليلة، وتابعيةثقة، ومثال للأمهات اللواتي يحتذى بهن في عصرنا الحالي، جمعت بين علو النسب وشرف العلمرضي الله عنها وأرضاها
درة الفواطم بعد جدتهافاطمة الزهراء بنت سيد البشر , وبضعة رسول الله وريحانته ,الحسين الشهيد رضي الله عنهونفحة من طلحة الخير والجود، ووارثة الحسن والعلم والأدب من أمهاتها وجداتها، سليلةالنسب الكريم من أكرم أهل بيت النبوة آباءً وأمهاتٍ وأعماماً وأخوالاً وأزواجاً وأبناءًوأحماء
قلما تجد امرأة تجمعهذا النسب الشريف , في هذا البيت الكريم وبين حنان ورفق الأب الشهيد والأم الوفية،والأعمام والأخوال والعمات والخالات نشأت تلك البضعة الطاهرة النقية السيدة فاطمة بنتالحسين
فأخذت فاطمة تستقي العلمممن يكبرها في الجو المحيط بأهل بيت النبي صلوات ربي وسلامه عليهم وهذا من نعومة أظافرهاحتى شبت عن الطوق، ولكي نتتبع معاً حياتها سوف نستضيء بروايات التاريخ وما صح من الكتبالتي تعرض إيجازاً لا تفصيلاً حياتها الكريمة
تقدم ابن عمها الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب-رضى الله عنهم- لعّمه الحسين للخطبة، فقال له الحسين: يا بن أخي، لقد انتظرت هذا منك،انطلق معي. فخرج به حتى أدخله منزله، ثم أخرج إليه بنتيه فاطمة وسُكينة، فقال: اختر،فاختار فاطمة
فزوَّجه إيّاها؛ فولدتله: عبد الله، وإبراهيم، وحسنًا، وزينب. ولما وقعت الفتنة ورفض الحسين بن على أن يكونأسيرًا، وقاتل حتى قُتِل، وقُتِلَ معه ابنه وأصحابه الذين ثبتوا معه بمكان يقال له:"الطّفّ" عند كربلاء. وانطلق بعلى بن الحسين، وأختيه فاطمة وسكينة وعمتهزينب بنت على إلى عبيد اللَّه بن زياد، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فقال علي: أماواللَّه لو رآنا رسول اللَّه مغلولين لأحبّأن يحلنا من الغُلِّ (القيد). قال: صدقت. فحلوهم من الغل (القيد)، قال: ولو وقفنا بينيدى رسول اللَّه على بُعد لأحب أن يقرّبنا.قال: صدقت. فقرَّّبوهم، ثم أمر بهم فجُهِّزُوا وأُخرِجوا إلى المدينة المنورة
وكانت فاطمة صاحبة حكمة،وراوية من راويات الحديث، ومما روته أنها قالت: كان النبي إذا دخل المسجد قال: "بسم الله والسلام علىرسول الله، اللهم اغفر لي، وافتح لى أبواب رحمتك" [أبو حميد وأبو أسيد]. وإذاخرج قال: " بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبوابفضلك" [أبو حميد وأبو أسيد
وكانت -رضى الله عنها-تحب العلم وتحفظ القرآن الكريم، كما كانت تحب الشعر؛ رُوى أنه لما دخل الكميت بيتها،قالت: هذا شاعرنا أهل البيت. وأمرت له بثلاثين دينارًا، فدمعت عيناه وقال: لا واللهلا أقبلها إنى لم أحبكم للدنيا.
روى ابن سعد بسنده أنفاطمة بنت حسين كانت تُسبّح بخيوط معقود فيها، وهذا فيه تحرٍ للعبادة والحرص على الذكروالتسبيح، والخبر نفسه ذكره ابن عساكر بسنده
ومن دلائل حكمتها وعدلهاما رواه ابن عساكر بسنده عن عبيد الله بن الحسين بن عبيد الله أن (فاطمة بنت الحسينأعطت ولدها من حسن بن حسن مورثها من حسن بن حسن، وأعطت ولدها من عبد الله بن عمرو ميراثهامن عبد الله بن عمرو فوجد ولدها من حسن بن حسن في أنفسهم من ذلك، لأن ما ورثت من عبدالله بن عمرو أكثر فقالت لهم: يا بَنِيّ، أني كرهت أن يرى أحدكم شيئاً من مال أبيهبيد أخيه، فيجد في نفسه، فلذلك فعلت ذلك
وهذا دليل زهدها عنالدنيا وما فيها أن فرقت ما ورثته على أبنائها في حياتها وفيه أيضاً من حكمتها ورجاحةعقلها ما لا تصل إليه نساء عصرنا
وتوفيت رضى اللَّه عنهافى عام 110 من الهجرة