القاهرة 19 يوليو 2014 الساعة 04:39 م
تعد جنوب أفريقيا واحدة من أكبر الدول الإفريقية وهي تقع في الطرف الجنوبي للقارة
ويحدها كل من ناميبيا، بوتسوانا، زمبابوي، موزمبيق وسوازيلاند ، كما أن
دولة ليسوتو محاطة بالكامل بأراضي جنوب إفريقيا
اقتصاد جنوب أفريقيا هو الأكبر والأكثر تطورا بين كل الدول الأفريقية،
والبنية التحتية الحديثة موجودة في كل أنحاء البلاد تقريباً ، ويوجد بها
أكبر عدد سكان من ذوي الأصول الأوروبية في أفريقيا، وأكبر تجمع سكاني هندي
خارج آسيا، وأكبر مجتمع ملون من ذوي البشرة السوداء في أفريقيا، مما
يجعلها من أكثر الدول تنوعاً في السكان في القارة الأفريقية. ويبلغ عدد
سكانها حوالي 50 مليون نسمة, ومساحتها 1,221,037 كم
وشغل النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء حيزاً
كبيراً من تاريخ البلاد ، وقد بدأ الحزب الوطني بإدخال سياسة الفصل
العنصري بعد فوزه بالانتخابات العامة لعام 1948 وهو الحزب نفسه الذي بدأ
تفكيك هذه السياسة عام 1990 بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء ومجموعات
مناهضة للعنصرية من البيض والهنود.
وجنوب أفريقيا من الدول الأفريقية القليلة التي لم تشهد انقلاباً على
الحكم، كما يتم تنظيم الانتخابات الحرة والنزيهة منذ 1994، مما يجعل
للبلاد قوة مؤثرة في المنطقة، بل واحدة من أكثر الديمقراطيات استقراراً في
القارة الأفريقية.
ورغم أن جنوب أفريقيا تتميز بالاختلاف العرقي الكبير بين هنود وماليزيين
واندونيسيين وأفارقة إلا أن شهر رمضان يتميز بتنوع مظاهر الاحتفال بهذا
الشهر المبارك, وذلك من حيث تباين الأطعمة حيث يكثر الهنود المسلمون من
استعمال التوابل الحارة فى إعداد الوجبات والمشروبات الهندية مثل الجانجوى
والحريرة كنوع من العودة للجذور والحنين إلى الماضي, وتستطيع أن تجد
ساموساش، الفطيرة، بهارات الكوري الهندية، وطبقات حليم في كل مائدة عشاء
في جنوب أفريقيا
وفي رمضان بجنوب أفريقيا يتم تناول مختلف الأطعمة, ويشتهر مسلمو جنوب
أفريقيا بإنفاق الكثير ماديا وروحيا ، ويوجد في جنوب أفريقيا حوالي 500
مسجد، و408 معهدا تعليميا بما فيها الكليات ومدارس خاصة الإسلامية ومراكز
التدريب الديني، وكليات العلوم الإسلامية. وكثير من الجامعات تدرس اللغة
العربية والدراسات الإسلامية في مقرراتها الأكاديمية. والمسلمون تجدهم في
كل المجالات الرفيعة
الإعلام الإسلامي ساهم في نشر رسالة رمضان، وكذا المحطات الإذاعية الخاصة
تبث التراويح تقريبا في كل محافظة ذات كثافة سكانية مسلمة، ومن الإذاعات
الرائجة في هذا النشاط:إذاعة إسلام في جوهانسبورج، وإذاعة 786 في كيب تاون
وإذاعة الأنصار في ديربان
وللصحف الإسلامية دور كبير في تربية المجتمع المسلم في جنوب أفريقيا
والمجتمعات الأخرى حول رمضان. وأكثر الجرائد ظهورا جريدة القلم، وجريدة
رؤى المسلمين، وجريدة الأمة، وجريدة المفتاح
والمنظمات الإسلامية المحلية في جنوب أفريقيا تقود حملة خدمات الاحتياجات
الإنسانية محليا وخارجيا. وعلى رأسها: لجنة مسلمي أفريقيا، هلال الرجاء
والجمعية الطبية الإسلامية في جنوب أفريقيا ساعدت كثيرا كل من المسلمين
وغير المسلمين في أوقات الصراعات، والكوارث الطبيعية
وتبدأ كثير من المنظمات الإسلامية عملها الخيري قبل رمضان في سبيل رفع
مقدراتهم التمويلية ليساعدوا بها فقراء المسلمين. وأحيانا أفرادا يعدون
أنفسهم ويوزعون الطعام للمساكين ، فيما تشهد المساجد في الشهر الفضيل
تدافعا من أعداد كبيرة من المسلمين ، وتؤدي صلاة التراويح في كل مسجد
تقريبا. ويصلي النساء التراويح في المنازل لوحدهن مع وجود نسبة تحضر
المساجد. والملاهي كالسينما والمسرح مهجورة لدى المسلمين، وتلاوة القرآن
تصبح النشاط الرئيسي لكل مسلم خلال الشهر، وزيارة القبور عادة مستمرة
وأدعية الترحم علي الموتى متكررة
يذكر أن وراء وصول الإسلام إلى اتحاد جنوب أفريقيا قصة ترجع إلي عام
(1062هـ - 1652 م )، وذلك عندما أخذ الهولنديون يفرضون سيطرتهم على جزر
أندونيسيا ، وشبه جزيرة الملايو وقاوم المسلمون في هذه المناطق الاحتلال ،
فتم ترحيلهم إلى جنوب أفريقيا ، وكان من بينهم الشيخ يوسف شقيق ملك جاوا
وزعيم المقاومة ضد الاحتلال الهولندى، وجاء ومعه 49 من المهاجرين المسلمين
، كسجناء إلى جنوب أفريقيا وهكذا كان أول قدوم للإسلام إلى جنوب أفريقيا.
واستقدم البريطانيون العمال من شبه القارة الهندية والباكستانية ، وقام
هؤلاء العمال بزراعة قصب السكر، وكان بين العمال عدد كبير من المسلمين ،
وبعد استقرار الجالية المسلمة بالبلاد قام المسلمون بنشر الدعوة الإسلامية
بين الجماعات المستضعفة ، و التي تعاني من التفرقة العنصرية ، ثم أخد
الإسلام ينتشر بين المواطنين الأفارقة ، ويوجد مركز إسلامي قرب جوهانسبرج
، وهكذا دخل الإسلام أقوى قلاع التفرقة العنصرية
وينتمي المسلمون في إتحاد جنوب أفريقيا إلى مجموعات من العناصر، فمنهم
الملوّنون، ومنهم الآسيويون من الهند، والباكستان، ومن ماليزيا،
وأندونيسيا، ومنهم الأفارقة، ومنهم البيض، وتتكون الجالية المسلمة من جميع
السكان ويعملون بالزراعة، والأعمال المهنية والأعمال الحرة. ويتواجدون في
المعازل الأفريقية وفي ولاية أورنج