القاهرة 10 يوليو 2014 الساعة 11:51 ص
فى إفطار الوحدة الوطنية الذى أقامته جمعيات الشبان المسلمين والذى رأيت فيه طوائف عدة وأشتاتا من الناس ممن أعرف وممن لا أعرف وقال أحد الزملاء
ممن كانوا معنا على المائدة الرئيسية أن الدعوة لم تصل إلى خمسة من المصريين يقصد من باب المزاح أن الحاضرين كانوا المصريين جميعا عدا خمسة أشخاص فقط وذلك تعبيرا عن الحشد الضخم الذى استطاعت أن تجمعه جمعيات الشبان المسلمين.
وقد كان اللقاء فى المكان الذى كان فيه مقر مجلس قيادة الثورة بعد عام 1952 والذى كانت منظمة الشباب العربى تعقد اجتماعاتها فيها وتناقش المحاضرات قبل إلقائها فى معسكر حلوان وكان تكوين المنظمة من الاتجاهات الفكرية المتعددة.
كان على غرار نشأة حزب التجمع أول ما نشأ، كان هناك تيار إسلامى معتدل وكان يمثله الدكتور كمال أبو المجد وكان هناك التيار القومى العربى وكنت أنا أحظى بشرف تمثيله وكان معنا الاستاذ الدكتور حسين كامل بهاء الدين وممثلون للتيار الماركسي.
وكان جمال عبدالناصر يحضر بنفسه مناقشات المحاضرات قبل الموافقة النهائية عليها ومناقشتها فى معسكر حلوان كانت هذه الذكريات كلها فى خاطرى وأنا جالس.
ورأيت بين الحضور أيضا الانبا بسنتى الذى قدمنى الى قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الذى سعدت بصداقته بقية حياته والذى أظن أن آخر كلمات نطق بها قبل أن يلقى ربه كانت موجهة لى حيث قال لى قداسته فى التليفون والأب أرميا شاهد على ذلك قال لى قداسته لك محبتى وأكاد أحس بصوت قداسته وحنانه وحبه وهو ينطق هاتين الكلمتين.
حقا الدين محبة.وعندما تختفى المحبة فلا معنى للدين إلاّ اذا كان معناه الارهاب والطغيان وترويع الآمنين.وأعود الى عنوان هذا المقال حيث التقيت فى ذلك اليوم فى إفطار الوحدة الوطنية الذى دعت اليه جمعية الشبان المسلمين بإثنين من المصريين للذين أحبهما حبا جما وأعتز بهما إعتزازاس شديدا و أراهما معا متلازمين لايفترقان فى كثير من الاجتماعات التى أحضرها وهما القمص بولس عويضه و الدكتور علوى أمين أستاذ الشريعة الإسلامية- الأزهر الشريف - و كلما رأيتهما قلت هذه هى مصر فى روعتها وعظمتها لا فى إرهابها الذى يروّع الآمنين.
القمص بولس عويضه والدكتور علوى أمين أحيانا يقتسمان ـ ساندويتش واحد فى بعض المناسبات . ما أروع منظرهما ومحبتهما وتعبيرهما عن أن المحبة الحقيقية هى جوهر الدين. رؤيتى لهذين الصديقين تعطينى إحساسا بالأمان. وكما قال الشاعر العظيم محمد إقبال إذا إنتفى الإيمان فلا أمان.
عندما أرى هذين الصديقين متلازمين متحابين أحس بأن الوحدة الوطنية حقيقة. ليست مجرد حقيقة دستورية و إنما حقيقة حياتية . إن المواطنة هى جوهر الوطنية و لحمتها وسداها وإن التشرذم والتبعثر كما هو الحال فى بعض الأقطار حولنا حيث مزقتها الفرقة وعدم وجود معنى المواطنة إلى شظايا متناثرة توشك أن تنذر بهدم الدولة وإنهيارها. وقد يؤذن لى أن أقول أسأل الله أن ينجى العراق وأن ينجى سوريا وليبيا و كل أقطار العروبة مما تعانيه. وأن يحفظ الله أمة العرب و فى قلبها مصر حصن العروبة المنيع .