القاهرة 07 يوليو 2014 الساعة 12:50 م
يمثلالاحتفال باستطلاع رؤية هلال رمضان في تركيا فرحة خاصة، فبعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت خاصة العريقة منها أو التي مازالت تضم الأجيال الكبيرة في السن. وجرت العادة على نثر العطور الطبيعية على عتباتالأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل، وتفوح من البيوت روائح المسك والعنبر وماءالورد.
ويتميزشهر رمضان فى تركيا بعادات خاصة عن باقى البلاد سواء فى الوجبة الثالثة بين الإفطار والسحور، أو في الأكلات التي يشتهر بها مثلكفتة داود باشا التي نقلوها لباقي الدول العربيةالتي دخلوها أيام السلطنة العثمانية أو خطاب الولاءمن الزوج لزوجته، حيث يقوم الزوج بإهداء زوجته خطابايجدد لها فيه ولاءه وحبه الشديد وتأكيده على أنه سيظل طوال عمره أمينا عليها وعلى بيته وأولاده، ويقدم لها اعتذاره عن أي مبادراتسيئةصدرت منه تجاهها. ثم تقوم الزوجة بإهدائهسوارا فضيا تعبيرا منها عن محبتها له وتجديدا للعهد بينهما،أما الأطفال فيقضون الأمسيات حول الجدات اللاتي يحكين لهم القصص والحكايات الشعبية الطريفة.
وتشاركتركيا الدول العربية والإسلامية الأخرى في معظم مظاهر الاحتفال برمضان سواء بهجة وفرحة الأسرة خاصة الأطفال أو في الأكلات أو فيالذهاب للمساجد وحبس المفطرين في نهار هذا الشهرأو حتى في برامج التليفزيون أو الزياراتالعائلية ودعوات الإفطار المتبادلة التي تزيد روابط المودة والحب بين العائلات.
وتبدأ الأسرالتركية استعدادها الخاص لاستقبال شهر رمضان منذ النصف الثاني من شهر شعبان حينما تبدأ وسائل الإعلام والجمعيات والمراكز الإسلامية في إذاعة آيات القرآن الكريم سواء قبل أو خلال شهر الصوموبحضور الآلاف من المسلمين الصائمين. وتبدأالأسر المسلمة في شراء احتياجاتها من السلع والمأكولات والحلوى الرمضانية المفضلة تماما كما تفعل باقي الأسر في معظم البلاد الإسلامية.
وعقبالاحتفال برؤية الهلال تبدأ الجدات في تجهيز أول سحوررمضانى ويتكون غالبا من الفواكه الطازجة والملبن التركي الشهير المحشو بالمكسراتوالقشدة، واللحم المقدد الذي يتم تجهيزه سابقااستعدادا لهذه المناسبة الكريمة، ثم يدعو الجدأولاده وأحفاده لتناول السحور ويتفق معهم خلاله علىحضورهم في اليوم التالي أو أول أيام رمضان للإفطار معه. وتحمل مائدة الإفطار العديد منالمفاجآت والطرائف وأهمها أن إحدى كرات هذه كفتة داوودباشا تخبأ بها خاتم فضي يصبح من نصيب من يأكلها ويكتشفه تحت أسنانه.
وفيمايتعلق بموائد الرحمن التي عرفتها تركيا منذ حوالي 10 سنوات فقط، نرى البلاد تبدأ التجيهزات اللازمة لهذا المهرجان الرمضانى من شهر شعبانولايقتصر الأمر على تناول الإفطار لعامة الناس، بل تحرصالخيمات الرمضانية على استضافة مشاهير الشعروالأدب والمسرح والسينما والفكر والصحافة والإعلام والسياسةوالدعوة الإسلامية لكي يتحدثوا عن ذكرياتهم وانطباعاتهم عن شهر رمضان.
كما تمتلئالمساجد عن آخرها منذ الأيام الأولي لحلول هذا الشهر بالمصلين والصائمين ويعتبر مسجد السلطان أحمد أبرز وأكبر مساجد تركيا فمساحتهشاسعةلذلك يطلق عليه "المسجد الكبير" لأن المصلينيدخلونه من خمسة أبواب فهو يشغل أربعة شوارعرئيسة بمدينة أسطنبول ويتميز بالتحف المعمارية والفنية وبالزخارفوالآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه بالإضافة إلى حوالي 150 نجفة معلقة بجميع جنباته وسقفه.
ومنالعادات الشهيرة عند الأتراك في رمضان قيام الرجال والسيدات من كل أنحاء البلاد بزيارة جامع الخرقة الشريفة بحي الفاتح بإسطنبول، لمشاهدة الخرقة النبوية الشريفة. وهذهالخرقة محفوظة في الجامع منذ تأسيسه عام 1853م حيث سمح السلطان عبد الحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة لعرضها على المواطنين في شهر رمضان.