القاهرة 07 يوليو 2014 الساعة 12:46 م
هذهالمرأة لم يُذكر اسمها في القرآن الكريم صراحة، وإنما أشار إليها بصفتها"أم موسى في سياق قرآني يتعلق بقصةوليدها موسى عليه السلام، وشدة خوفهاوفزعها عليه من آل فرعون،
يُقالأنها "يخافذ"، أو "يوكابد
كانتمهيأة لحمل وولادة نبي من أنبياء الله الصالحين الصديقين،
فجاءهاالوحي أو الإلهام يطمئن قلبها ويرشدها الى ما تفعله بابنها فإذا خافت عليه
وضعتهفي تابوت خشبي محكم الصنع، وكان بيتها مطلا على النيل، وألقت بالتابوت في
النيلوتحتفظ بحبل تربط به التابوت وتجذبه عندما يزول الخطر
وفيأحد الأيام استشعرت أم موسى الخطر على وليدها فوضعته في التابوت وأنزلت التابوت
فيمياه النيل ونسيت أن تربط الحبل أو ربطته به لكنه أفلت منها فحملته مياه النيل
إلىقصر فرعون “وذكر المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر ، فلم يتجاسرن على
فتحهحتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون، آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد
الذيكان فرعون مصر في زمن يوسف. وقيل إنها كانت من بني إسرائيل من سبط موسى وقيل
بلكانت عمته” (قصص الأنبياء: ص 208)
وكانما كان من أمر طلب آسية بنت مزاحم من فرعون أن يبقي على موسى ولا يقتله عسى
أنينفعنا أو نتخذه ولدا” وتمنّع فرعون ثم وافق في النهاية وعلى الجانب الآخر انتاب
الحزنوالغم قلب أم موسى وسيطرا على نفسها وأصبح فؤادها فارغا إلا من الابن الحبيب
الغائبحتى كادت تكشف أمره مما كان يعرضه للذبح إن اكتشف فرعون حقيقته، ولكن الله
سبحانهالذي اختار موسى لكي يكون من أنبيائه المصطفين الأخيار واختار هذه المرأة
تحديدالكي تكون أمه ربط على قلبها أي بث فيه السكينة والطمأنينة وبشّرها بأنه سوف
يعيدلها ابنها ليس لكي يكون مجرد ابن بل ليكون من المرسلين وكما كان قرة عين
لامرأةفرعون يكون قرة عين لأمه
ولكيتتحقق إرادة الله جل وعلا امتنع موسى الوليد عن الرضاعة من أي مرضع أو تلقي أي
طعام،فأمرت آسية بالبحث عن مرضع له وفي الوقت نفسه أمرت أم موسى أخته الكبرى، مريم
، بأن تتبعأثره وتعرف أخباره وتطمئنها عليه. فعرضت عليهم أن تدلهم على آل
بيتيتكفلون به ويحسنون العناية به، قال ابن عباس رضي الله عنهما “لما قالت ذلك
قالوالها ما يدريك بنعمهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في صهر الملك ورجاء منفعته
فأطلقوها،وذهبوا معها إلى منزلهم، فأخذته أمه فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه،
ويرتضعه،ففرحوا بذلك فرحا شديدا وذهب البشير إلى آسية يعلمها بذلك فاستدعتها إلى
منزلهاوعرضت عليها أن تكون عندها وأن تحسن إليها، فأبت عليها وقالت: إن لي بعلا
وأولاداولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي، فأرسلته معها ورتبت لها رواتب وأجرت
عليهاالنفقات والهبات .
وعاشتأم موسى ما شاء الله لها أن تعيش وابنها يعيش بالقرب منها ما شاء الله لها
أنتراه وتفرح به وما شاء الله له أن يعيش في قصر عدوه، ويتدرج في مراحل النمو من
الطفولةإلى الفتوة والشباب فاكتمال الرشد والتأهيل لما هو قادم من اختبارات متعددة
فيقصر فرعون وفي غيره حتى نزل عليه الوحي وكلمه الله عز وجل في الوادي المقدس.
وكانتيوكابد أم موسى وزوج عمران “مثلاً صادقاً لكل امرأة تريد أن تستلهم رشدها من
ربهاعز وجل. وتتلقى منه الأوامر والنواهي بالقبول والطاعة. وتتسلح بالثقة بفضله
وحسنالتوكل عليه، وتتوقع منه جل شأنه الرحمة في كل وقت، وتعلم علم اليقين أنه أرحم
بهامن نفسها على نفسها. وتتجمل بالصبر على المكاره .